📁 آخر الأخبار

حكم تربية الكلاب وفقاً للأزهر الشريف



الأزهر الشريف يعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية التي تعمل على توجيه المسلمين وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي. تعتبر لجنة الفتوى بالأزهر جهة موثوقة في إصدار الفتاوى المتعلقة بالقضايا الدينية والاجتماعية. إحدى هذه القضايا التي طرحت على لجنة الفتوى هي حكم تربية الكلاب في الإسلام.

1. تربية الكلاب للحراسة أو الصيد


أجمع العلماء، بناءً على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، على جواز تربية الكلاب لأغراض مشروعة مثل الحراسة والصيد. يستند هذا الجواز إلى قوله صلى الله عليه وسلم: “من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية أو كلب صيد أو كلب زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراط” (صحيح البخاري). في هذا الحديث، نجد استثناءً واضحًا للحالات التي يُسمح فيها بتربية الكلاب، مثل استخدامها في الحراسة أو الصيد أو الزراعة.

2. تربية الكلاب للزينة أو الترفيه


أما بالنسبة لتربية الكلاب لأغراض الترفيه أو الزينة، فقد أجمعت لجنة الفتوى على أن هذا غير جائز في الإسلام. ويرجع هذا المنع إلى أن الكلب يُعتبر في الشرع نجسًا، وتربيته في المنزل بشكل غير مبرر شرعاً يمكن أن تؤدي إلى تقليل البركة وفقًا للنصوص الواردة في هذا الشأن. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة” (صحيح مسلم). ويفسر العلماء هذا الحديث بأن وجود الكلاب في المنزل يُبعد الملائكة، وهي التي تجلب البركة، مما يؤثر على روحانية البيت.

3. مسألة النجاسة


إحدى الأمور المهمة التي تُثار عند الحديث عن تربية الكلاب هي مسألة النجاسة. الشريعة الإسلامية تعتبر لعاب الكلب نجسًا، وبالتالي فإن لمس لعاب الكلب يستوجب الطهارة منه، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، إحداهن بالتراب” (صحيح مسلم).

4. الحكم إذا كان الكلب أليفًا


يُجيز بعض الفقهاء تربية الكلاب لأغراض معينة كالمساعدة على العلاج النفسي، مثل تربية الكلاب الأليفة التي تساعد على تخفيف التوتر أو الاكتئاب. مع ذلك، لا يزال الحكم العام هو التقييد بتربية الكلاب لأغراض مشروعة كالحراسة أو الصيد.

التوصيات من الأزهر


تلخص لجنة الفتوى موقفها بالتأكيد على أهمية الالتزام بتعاليم الإسلام فيما يخص تربية الحيوانات، خاصةً الكلاب، وضرورة تجنب تربية الكلاب إلا لأغراض شرعية مشروعة. وتحث اللجنة المسلمين على استشارة أهل العلم في حال وجود شك أو لبس في هذه المسألة.

الخاتمة


تربية الكلاب في الإسلام تخضع لضوابط شرعية واضحة حسب رأي لجنة الفتوى في الأزهر الشريف. يتم السماح بتربية الكلاب لأغراض مشروعة مثل الحراسة والصيد، ولكن تربية الكلاب لأغراض الترفيه والزينة غير مسموح بها. على المسلمين الالتزام بهذه الأحكام والتوجيهات، مع الأخذ في الاعتبار أهمية النظافة والطهارة في الإسلام.
تعليقات